الثلاثاء، ٢٧ يوليو ٢٠١٠

أيام فى أمريكا .....


فى هذه الرحلة الجميلة بالطبع منذ اللحظة الاولى عندما سمعنا بها قررنا ان نخوةض هذه التجربة ..التى ستخرجنا خارج أطراف مواقعنا هذه خارج دائرتنا الصغيرة
لم نكن نتوقع أن تخطو أقدامنا على أرض دولة كهذه .....فبمجرد أن سمعنا عن هذه الرحلة ...وحتى شرعنا فى بدء إجراءات السفر كان كل هذا إحساسا آخر ..مختلف تماما عن ما شعرنا به عندما وجدنا أنفسنا فجأه فى بلد أخرى نسير فى شوارع تبعد عن أماكننا مسافة يوم كامل اثنى عشر ساعة طائرة وست ساعات اتوبيس ...وتبعد عن أفكارنا مسافة قرون وسنين ..وتبعد عن عاداتانا وتقاليدنا الكثير..
كان لابد من حدوث صدمات ثقافية كثيره .. ناتجه عن كل هذه الاختلافات.



قبل هذه الأختلافات ..التى لم نكن نتخيل شكلها او حجمها ..مررنا بمرحلة ما قبل السفر وعدم تصديق انك سوف تهبط على ارض اخرى غير هذه الارض ..بكل شئ مختلف على الاطلاق ..
فبدينا فى مرحلة قلق ما قبل السفر او الاثاره التى معها لا تصدق انك بالفعل سوف تفعل ذلك ..
لكن بمجرد رؤيتنا بعضنا فى المطار ...ذاب كل هذا القلق ..وتركناه على أبواب مطار القاهرة ..ودخلنا ممتلئين بالإثاره المستعده لأستقبال كل أختلاف ..والصراخ بأعلى أصواتنا ..أن مساحة عالمنا مستعده لأستقبال مساحات من عوالم اخرى ..مستعدّين أن نفتح ذراعينا للعالم ..


كان كل هذا لا يختفى عن أمنا الثانية ..أو الدكتور المسئولة عننا ..التى كانت معنا دائما فى كل شئ ..فى جميع التفاصيل الصغيره ..أشياء كثيرة بها تجعلنا مبتهجين دوما ...ليست كمثل جميع المسئولين ..الذين يكتمون أنفاس رعاياهم للحفاظ على أصواتهم ..لا تعاملنا كأجهزة مسئولة عن الحفاظ عنها ويجب عليها وضعها على رف فى أعلى المكتبة للحفاظ عليها من الكسر ..حتى لو غمرها التراب .. !!





سأتحدث عنها كثيرا فيما بعد ..فما تفعله يستحق الحديث عنه ...
فى الطائرة ...واحساس أول مرة سفر .كان يتبدد قليلا قليلا ..كلما طال المشوار .. وكلما رأينا أصدقائنا تتجول بالطائرة ذهابا وايابا ...
نزلنا من الطائرة الى مطار نيويوك ..لم يكن يوجد الكثير من الاختلافات سور اكثر ما لفت نظرى هو اللوحات التى كانت موجوده بمطار نيويورك..والتى تمنيت ان يفعلها المصريون ...
فكانت هذه اللوحات تتحدث عن وحدة مجموعه من البشر مختلفين فى الالوان والاشكال والشخصيات ..داخل كل اطار صورة واحد ..

وهذه كانت اول رياح الحرية التى تنعم بها الولايات المتحدة ..

فهى تساع كل الاجناس والالوان والاديان ..دون تدخل فى معتقدات أى شخص ودون محاولة ان تعترض على أن يكون هناك شخصا مختلفا من اى نوع..
وقد كان حادث بالفعل ..ف حولنا فى الطابور المؤدى الى المكان الذى يسمح لنا به لامرور من المطار الى داخل الولايات المتحدة ..كان يحيط بنا العديد من الاشكال والانوع والانماط البشريه التى لم نكن رأيناها من قبل ..
ف رأينا من الهند والصين وأشكال مختلفة من كل بشر لم نرى مثلهم من قبل ..وبدأنا أول أصطدام مابين ما رأيناه فقط فى الافلام السينمائية عن هذه البلاد او عن ما نراه الآن على الهواء مباشرة ....امامنا وامام اعيننا وحولنا أناس مختلفه بأفكار مختلفة ب الوان مختلفه ب أرواح مختلفه ..بعادات مختلفه بديانات مختلفه بمعتقدات مختلفه ......نتساوى فى اننا نقف جميعا فى طابور طويل ..ننتظر السماح بالدخول الى أمريكا ...
بعد أن عبرنا مطار امريكا الى داخل امريكا وجدنا دكتور احمد الهجان الذى استقبلنا بكل ود ..وكان مجهزا لنا الاتوبيس الذى سيقلنا الى مكان سكن الجامعه ..

تابعنا من نافذه الاتوبيس على مدار ست ساعات ...الطريق من نيويورك الى بالتيمور ..
لم أكن أصدق جمله عندما اقول لنفسى ..أنا أتجول الان فى شوارع نيويورك ..

كانت اكبر من ان نصدقها ,..
رغم كل ما بنا من تعب . وقد تابعنا بشغف الاختلافات التى ننظر بشغف ان نصطدم بها ..ونملأ دواخلنا بهذه المشاهد الحيّة المختلفة اختلاف تام ..عن ما تعودنا ان نراه لدرجه اننا لم نعد نشعر به ..

ف كان كل احساس جديد وكل حركه نفعلها جديده علينا حتى ان نفعلها فى هذا المكان ..فقد تابعنا البيوت ذات الطراز البنائى المختلف عن مبانينا ..بالطبع هى مبنيه على هذا الطراز لكثرة المطر عندهم ..لكننى أيضا اعتبرها لمسات فنية على المنازل ...تجعلنى افتح فيديو الكاميرا واسجل قدر المستطاع ما القطه من منازل ومبانى طرازها مختلف تماما عن مبانينا وفى نفس الوقت جذّاب للعين التى تحب الفن..



قرب نهاية الطريق تناثرت قطع السماء المتفككة على زجاج الاتوبيس ..
قد كان الليل حان..

والامطار وسط الاشجار على زجاج الاتوبيس ...فى هذا الوقت ...يجعلنى فى حالة نشوة غير طبيعية ..

بخلاف الريستات التى وقفنا بها ..والتى بدانا نتعرف من خلالها على كيف ندفع بالدولار الامريكى والسنت والكوارتر(ربع دولار )
وصلنا الى سكن الطالبات ففى جامعه كوبن بدون ان نشعر بشئ سحبنا النوم تحت اغطية السرائر ..وجذبنا فى نوم غريب ,..لم نكن نعرف طعمه من يومين ..
فى اول نهار لنا وحدنا ..شعرنا بشئ من الخوف يوخز ...ان اهلى ليسوا هنا ..ليسوا ككل يوم هنا ..
لكن ماا فعلناه اليوم التالى اغفل خوفنا وفتح جفننا للاثاره والفرح واللعب فقط ..

كان اول وصولنا فى الاجازه الاسبوعية ..

أول ايام جولاتنا فى أغوار العالم الاخر ..كانت مهرجان للرسم...وما أجمل ذلك من تعبير عن المشاعر ..

رسمنا أشيائا كثيرة ...تعبر عن فرحتنا ..

رسمنا فراشة وكتبنا عليها حرية ..
ألصقنا اوراق ملونه وكتبها عليها فرح ..
رسمنا بسمات ..وكتبنا بجانبهامثارين ..




لم يكن هناك مكان مسموح للشعور بغير تلك المشاعر ..الا اذا كانت لنفس المعنى ...

أحد أصدقائنا آية رمزى قد تقابلت مع فنان أعجبت برسوماته ..وابتاعت الكثير منها ..لما يعبر عنها بشكل رمزى يحمل داخله براكين احاسيس ..خرجت على الورق ..على شكل براكين هادئة ..طوّعها الرسّام لتعبر عن براكينه الداخلية ..
كان الفن فى كل مكان ..كانت هناك جامعه للفن ..وهناك فنانون كثيرون ..واللوح تقطر فنّا من حولك ..فى كل مكان ....كان احساسى أنا ان اجمع كل هذا الفن واعبئه فى جعبتى ..حتى يمحو قليلا من اثر دخان الغضب اليومى ..
ف وجودنا بمكان ملئ بالفن كهذا يعنى أن روحنا تتطاير منها طبقاتها الرديئة ولا تبقى الا الطبقات البلورية البراقّة المغسولة بالفنون ..والصدق ومن ثم بالـ،حب...




.....لم نكن وحدنا فى مهرجان ارت سكاب
فقد خصصت الجامعه لنا طلاب منها بجانب الذين يعملون بها كمشرفين علينا وكانوا فى منتهى الذوق ومنتهى الصدق فى الخوف علينا وفى منتهى التعاون عند مساعدتنا ...
.....فى نفس هذا اليوم ذهبنا إلى المتحف المائى فى نفس المدينة ..
متحف ملئ بأنواع الاسماك البحرية التى يمكن الا تراها على طبيعتها كهذه المرة ..ثم أستمتعنا بمشاهدتنا فيلم (4D( عن مجموعة مختلفة من الحيوانات
وأنتهى اليوم الأول لنا ...بعد أن تغذينا بهذا الكم الهائل من الانتعاش بمشاهدة هذه الأختلافات الكثيرة عن معالم تلك المدينة وعن معالم مدننا..
....وبعد تلك الصور التى أتخذناها على ميناء بالتيمور بجانب المتحف المائى..
فى اليوم التالى يوم الأحد ثالت الأيام التى نخطو بها على أرض بالتيمور..ذهبنا إلى ملاهى”sixfla
واستمتعنا معا بالألعاب...بأستثناء الالعاب المائيه التى تعتبر احدى نقط الاختلاف بين ثقافتنا وثقافتهم وعاداتهم وعاداتنا
ف عندما أراد البعض من أصدقائنا المحجبات اللعب فى أحد الألعاب المائية لم يسمح لهم بذلك لعدم لبسهم ملابس السباحة ....
وهذه النقطه ايضا احدى نقاط الاختلافات التى اصطدمنا بها فى هذه الرحلة الى أغوار ثقافات أخرى ..
....فى اليوم التالى لهذا اليوم بدأنا فى أخذ المحاضرات ,..قد اعطاها لنا دكتور روجر ...
الذى يبدو مما يفعله معنا انه متعاون وطيب ويريد أن يفيدنا بكل الاشكال فهو أعطانا كاميرا كى نصور بها فيديو عن رحلتنا هذه ثم نقوم بعمل مشروع لكل مجموعه مننا مدعمه بالفيديوهات والصور ..
وهذه الطريقة فى التعليم من انجح الطرق على ما اعتقد فهى تفيدنا بشكل عملى ومكتبى ..
نفتقد هذه الطريقة بعدم وجودها بكثره فى بلادنا نتمنى ان تصل نسبه كبيره من اساتذتنا فى الجامعات والمدارس الى هذه الاستراتيجية فى التعليلم ..

قضينا يوم الأثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس مابين المحاضرات فى المبنى المخصص لها داخل الجامعه ومابين الذهاب للإفطار والغداء والعشاء فى المطعم ,,.وهذه ايضا كانت تشكل جانب اخر من الاختلافات فعندهم يعتبر وجبة العشاء اهم من وجبه الغداء ف يمكن كثير من الاحيان الا يتغدوا ..
ولكن نحن عكسهم ...فنبدى وجبة الغداء بالطبع عن وجبتين اليوم الاخرتين ..
وايضا طريقة طهى الطعام وانواعه ..فهم لا يميلون الى الطبيخ ,او الطعام الثقيل ..الذى نشتهيه ونحبه بشده فى مصر هنا

يوم الجمعه فى ااخر الاسبوع كان غير أى يوم جمعه .. فقد ذهبنا الى مركز اسلامى فى مدينة بالتيمور يحتوى على مسجد .وذهبت معنا الى المسجد واتينا وبرتنى ..اللذان قد أرتدوا الحجاب فى هذا اليوم احتراما لهذا المكان



...ودخلت معنا مكان الصلاة ....ومن قبل ان ندخل ونحن نلاحظ الاعين التى تنظر لنا ..فى فضول من اين نكون ..بالرغى من ذلك تشعر بأن كل من بالمسجد هو من اهلك ..وانك تعلمهم جيدا ..فهم يشبهوك ...رغم غربتنا عن بعضنا بأى طرق سواء عن طريق اللغه او الجنسيه..
سمعت جملة اطلقها زميل لنا ..أنه شهر كأن هذا يوم الجعه فى مصر ...
كان يوم رائع ..كل من يقابلنا يرحب بنا وقد رحبوا بنا فى اثناء خطبه الجمعه ..ثم قاموا بتولى مهمة تقديم الغداء لنا وهو طعام باكستانى حار ..




الخلاصة ان كل ما كان فى هذا اليوم رائع ...وصافى النية ..





اليوم التالى ..يوم السبت ..ذهبنا الى متحفان عظيمان ..أحدها متحف النيوزيام بعد ان زرنا ال ..الذى كان يمتلئ باجمل الأماكن بداخله الممتعه والشيقه . بخلاف بعد ذلك والاماكن الذى زرناها . كل هذ عكس الكثير من الاختلافات بيننا وبين هذه المدينة ,,سواء فى العادات والتقاليد والديانه فى الاساس التى تمننعنا من ان نلبس على الاقل نفس اشكال ملابسهم ,,,.



ومن الاختلافات ايضا فى الأمن والأمان فى البللاد انهم كانوا يمنعونا من ان نخرج خارج سور الجامعه وحدنا خوفا من السرقة والقتل ..اعتقد انه عندنا مثل هذه الاخطار لكن ليس بهذه الدرجه المبالغ فيها
من أهم الاشياء أيضا التى يجب ذكرهاالفكره التى يملكوها عننا والتى ساهمنا نحن فى تعديلها ..
فقد أبلغنا رجل من امن الجامعه اسمه كين .أنه كان يعتقد أن البنات المصريات لا يتحدث بصوت عالى ولا يتكلمن مع اغراب ولا يضحكن ولا يلبسن الا ماهو شكل شرعى وقور
لكنه أبدى تغيير فكرته عننا بأننا بنات طبيعية جدا نضحك ونتحدث وأبدى اعجابه بنا جدا .........

ان التجربه التى ممرنا بها وهى الذهاب الى امريكا هى الاستفادة من كل دقيقة وكل يوم يمر علينا نستفيد منه والتعرف على ثقافات اخرى والتعرف على الشعب الأمريكى والخروج خارج دائرة تفكيرنا الصغيره وتنمية ثقافتها الى خارج ما نقراه فى الكتب الى الرؤيه الحيه لهذه الثقافات ..
حيث أن معظم الشعوب الاوروبية تعتقد ان العرب والمسلمين اعدائهم وعكس ما نحن عليه تماما وعكس ما لاقوه مننا عندما تعاملنا معهم ف غيرنا نسبيا ولو جزء من تفكير بعض الشعوب التى تفهمنا بشكل خطأ
وفى بعض النماذج التى قمنا بمقابلتها الذين زاروا مصر او بعض الدول الاخرى اكتشفوا اننا غير ذلك تماما مثل برتنى صديقتنا الامريكيه التى تعرفنا عليها هنا التى كانت تعتقد قبل ان ترانا ان العرب والمسلمين متشددين جدا ومتحيزين ضد المسيحيين ولكنها عندما جائت مصر تغير تفكيرها تماما فهى وجدت المسلمين يعاملوها احسن معاملة ورحبوا بها ترحيب ليس له مثيل وقالت اننا شعب متسامح يحب السللم لا يريد العداء مع اى دولة من دول العالم .. حيث انها قالت انها تريد تكرار هذه الزيارة ..

ومن جانبنا نحن فى زيارتنا للولايات المتحدة الامريكية نحن ايضا نريد تكرارها ..لانهم ايضا يعاملونا معاملة حسنة جدا فبمجرد وصولنا الى مدينة ميرلاند وجميعهم تعاونوا على اسعادنا ويحاولون بكل الطرقب ارضائنا مع اننا قبل مجيئنا الى هذه الدولة كنا نعتقج انهم سوف يكونون متشددين معنا بسبب اننا عرب مسلمين
والذين لم يروا مصر من قبل ولم ياتون لها من قبل يعتقدون اننا مازلنا ننتقل بالجمال ومازلت مصر صحراء ..وتترتب على ذلك ان تبادل الثقافات وتبادل الاشخاص من بلد الى اخرى يتيح لنا فرصة اكبر للمحبة والسلام ونشر الثقافات ..
وتعتبر هذه التجربه خير دليل
....









هناك تعليقان (٢):

  1. missing you badlllly :((but i am very happy 4 u & proud
    love more words could say>

    واحشنى عينيكى تحكيلى وتكلمنى :-*

    ردحذف
  2. لا ادري ماذا اقول لك ..
    فأنا مسافر منذ ولدت .. فعندما أسمع بالسفر لا ادري ماذا يحدث لي .. فالهجرة شئ فطري بالنسبة لي .. مع اني خارج بلدي منذ ست سنوات .. أما إلى القارة الأمريكية فشئ أخر .. وقد شعرت بشعورك حين كنت في المطار واثناء السفر في الأوتوبيس .. شئ رائع ...
    تحياتي لك ..

    ردحذف