الجمعة، ٢٦ فبراير ٢٠١٠

تحليق فى الليل..






تمتلئ منطقة ما ..بالداخل ..بالكلمات..حتى تسد عنقى ..عن البكاء ..أو الضحك ..أو الأبتسام ..أو التفكير..

الغرفة ..أو المنزل ..ضيقون..على إخراج كل هذه الشحنة الزائدة..

الطريقة ذاتها كل مرة ..أتسرب من بينى ..إلى فتحة ضوء ..عبر جدار قاتم اللون والحجارة .أشعر بأن شخصا ينظر لى من الجهة الأخرى ..يغرينى بالدخول أو الخروج إليه..

.أفتح باب المنزل ....متجهة نحوه..أخلع حذائى ..وأرقص حافية القدمين..فى الوحل..شيئا يبعث القشعريرة..والضحكة المجنونة ..التى لم تنطلق منذ فقدت القدرة على الطفولة....

أغرس قدمى فى الوحل..وأرقص ..يتطاير فستانى..وتغمره الطين....أرقص فرحة...عندما طالت لحظات الفرح..ظللت أنظر متوجسة ..خائفة أن تنظر أمى وترانى ..وتتهمنى بالجنون....فقط الجنون.....لأنها لا تفهم...ولأنى لا أفهم....ولأنهم لا يفهمون...سيلقون بعاتق الفهم على الجنون..
أختبئ مسرعة خلف الباب..عندما أسمع صوت ,..يصدح فى الظلام..من تخيلاتى..أتمنى ألا يرانى أحد فى هذا الوضع الغير مفهوم...تكرر الرعب مرات عديدة ولم يأت أحد..فأخذت الثقة الكاملة ..وطرت بطول أجنحتى.....وأنا أرقص...وأدور وأدور ..لمحت شيئا جانبى ...يقف...وقفت عن الرقص..ونظرت له....بدقة....أنه أمى !...
لا بد أنها الآن ستتهمنى بالجنون والخبال ..
نظرت لى نظرة مستنكرة..وسألتنى ..:: أنادى عليكى منذ فترة لماذا لاتسمعينى؟
أعذرينى ياأمى .تصمّنى الأحلام..
ضحكاتى التى أحلم بأنها تنير لهم طريقهم ..صممتنى..بكائياتى التى حلمت بأن تبكيهم على ّ..صممتنى..
ربما..ربما أشياء كثيرة ..جعلتنى لا أسمع..
لم أقل لها هذا بالطبع ..
فقط صمتت وتصمرت قيلا بمكانى
لم أسمعك ..هكذا قلت لها..

قالت لى..:: لم أجدك فقط ..فى موقعك ..

..قلت لها سوف أصعد بعد قليل.
.
صعدت وهى تتعجب..

تحملى لهذا البرد..بلا حذاء
....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق